الملك توت عنخ امون

Picture
        مقدمة عن الملك توت عنخ آمون

-       الإسم عند الولادة " إسم الميلاد":  توت عنخ آتون " الصورة الحية لآتون "، وتغير إلى " توت عنخ آمون " أى الصورة الحية لآمون .

-       إسم التتويج :   ( نب خبرو رع ) أى " سيد هيئات رع " ، وفى الخطابات البابلية " نبهوريا" .

-       البيانات الشخصية : الطول 1.68متر ، فصيلة الدم A2 .

-       حكم فى آواخر الأسرة ال18 ، ومن سخرية القدر أنه كان الأكثر فقراً فى المعرفة " معرفتنا به" بين الفراعنه حتى إكتشاف " هوارد كارتر " لمقبرته فى وادى الملوك عام 1922.

 

  نسبه وعائلته

- بالتأكيد هو كان متعلق " منتسب إلى " البيت الملكى ،ولكن من هو أبوه ؟ كان أمراً باقياً للتخمين ،وبالإتفاق مع معظم البحوث الزمنية الحديثة فمن المحتمل أن يكون هو " أمنحتب الثالث "، حيث من المحتمل أن يكون هو ابن الملك "أمنحتب الثالث "و الملكة "تى "، وهذا يمكن أن يكون منطقياً إذا كانت هناك فترة إشتراك فى الحكم بين كل من " أمنحتب الثالث و" إخناتون " ، وإلا سيكون " توت عنخ آمون " قد تولى حكم مصر وهو فى السابعة عشر من عمره.

- ويرى بعض المؤرخين أن "توت عنخ آمون " ربما كان ابناً لإخناتون من زوجة غير شرعية ، وليس هناك ما يؤيد هذا الرأى .

ولد " توت عنخ آمون " فى العام الحادى عشر من حكم الملك إخناتون ، أثناء فترة العمارنة بل فى مدينة العمارنة نفسها حيث كان يعرف أول الأمر (توت عنخ آتون ) أى الصورة الحية لآتون .

  زوجــــته

زوجته هى " عنخ سن با آتون " والتى كانت إحدى بنات إخناتون وغيرت اسمها هى أيضاً إلى " عنخ إس إن آمون" بالرغم من أن العرش الذى وجد فى مقبرته يصةرهما معاً تحت أشعة آتون .

وتعد العديد من محتويات مقبرة (توت عنخ آمون ) من شواهد زواجه من " عنخ اس ان با آتون " ، وكان الصبيان قد كبرا معاً ولعبا معاً بحدائق القصر كما أنهما تعلما على يد معلمين وكتبة والذين علموهما أصول الحكمة والمعرفة حول ديانة آتون الجديدة ومن المرجح أن إخناتون قد رغب فى أن يكمل أبناؤه عبادة آتون .

وقد تزوجا وهما فى سن صغيرة ربما لأسباب سياسية أو أنهما قد أغرما ببعضهما البعض ، ومن خلال التمعن فى صورهما الفنية والتى ملأت مقبرة الملك الذهبى . نرى أن السبب الأخير منطقى حيث أننا نشعر بقدر الحب بينهما ، فنرى الملكة واقفة أمام زوجها وهى تعطى له أزهاراً ، كما تصاحبه فى رحلات صيده وتحمل تلك المناظر بالطبع بعض الدلالات الدينية ، وبالإضافة إلى دورها كزوجة وملكة ، لعبت " غنخ اس ان با آتون " أدوار العديد من المعبودات فى الطقوس التى تعمل على المساعدة فى إعادة ولادة الملك وإقرار النظام فى الكون .

  تولية " توت عنخ آمون " العرش

وصل إلى العرش عن طريق زواجه من " عنخ اس ان با آتون " الابنة الثالثة لإخناتون ونفرتيتى.

بدأ " توت عنخ آمون " حكمه فى تل العمارنة ، وكان هذا الملك عندما تولى العرش طفلاً صغيراً لا يتجاوز الحادية عشر من عمره .

     أهم أعماله " العودة إلى آمون

ربما فى بداية حكمه أو حتى قبل تولية العرش وقع الملك الصغير تحت تأثير كهنة آمون بطيبة وكان مستشاروه والمدعومون بكهنة آمون – سواء عنوة أو طواعية – جعلوه يعيد الرب " آمون " إلى مكانته السابقة كرب عالمى لمصر وإهمال عبادة آتون .

وقد تغير اسم الملك من " توت عنخ آتون إلى توت عنخ آمون "وفى الوقت نفسه إنتقل البلاط الملكى من العمارنة ، واتخذ الملك وزوجته مقرهما فى العاصمتين التقليديتين طيبة ومنف .

وترك مدينة الأفق كان يعنى إنتصاراً لكهنة آمون ، ولم يكن هناك أى نوع من الصراع بل على العكس ربما كان هناك محاولة للصلح بين المؤيدين للعقيدتين .."

ولما رجع " توت عنخ آمون" إلى طيبة استمر يعبد آتون وقام ببعض الاصلاح بمعبد آتون هناك ولكنه اضطر فى آخر الأمر أن يسمح لكهنة " آمون " بإستعمال المواقيت القديمة بالأقصر والكرنك فأفتتح بنفسه أكبر أعياد آمون المعروف بعيد الأوبت ، ورمم معابده أيضاً وأجبرته الظروف بعد ذلك أن يصلح ما أتلفه إخناتون من محو اسم آمون من الآثار على طول البلاد حتى مدينة " صلب النوبية

وقد سجلت على جدران فناء الأربعة عشر اسطوناً فى معبد آمون بالأقصر إحتفالات عيد الأوبت والتى ترجع الى عهد " توت عنخ آمون " وهى تصور الاحتفالات السنوية التى تقام فى النيل عندما يزور " آمون رع " اله الكرنك معبد الأقصر وكان الموكب يتكون من مراكب الثالوث المقدس " مركب آمون الضخمة ، ومركب موت، ومركب الابن خونسو ".

تبدأ مناظر الموكب من أقصى شمال الجدار الغربى وتستمر جنوباً حتى نهايته ثم تستمر بعد ذلك من أقصى جنوب الجدار الشرقى حتى نهايته إلا ان أغلب المناظر قد أصابها التلف .

 ويعتقد "فرانسو دوما" ان هذه الصالة قام بتشييدها توت عنخ آمون والرأى السائد للآن أن هذه القاعة أو الممر قد أقامها " أمنحتب الثالث" وبعد موته إستأنف "توت عنخ  آمون " العمل بعد أن أوقفت ثورة إخناتون الدينية الإستمرار فى إقامتها .

ويعتقد أن العودة إلى عقيدة آمون القويمة قد حدثت تحت تأثير الأب الإلهى " آى" الذى هدى وسدد خطى " توت عنخ آمون " صاحب مرسوم إحياء العبادات السابقة "2" وهو لوحة من عهد هذا الملك تعرف باسم مرسوم الترميم  وهى تحكى عن مدى إنهيار الدولة عند وفاة إخناتون ، فهى تروى أن طقوس الأرباب قد أهملت ، ومعابدهم تركت ، ونتيجة لذلك لم يعد يسمع أى صلوات من الناس .

ويبدو أن " توت عنخ آمون " قد أخذ على عاتقه ترميم المعابد المهجورة حيث يقول " لقد مرت معابد المعبودات بفترة عصيبة ، واصبحت أفنيتها مثل الطرق يمر فيها كل الناس ، وقد فرت منها المعبودات ولم تعد تنصت لدعوات الداعين " وحل الوهن بالبلاد نتيجة الاضطرابات وأهملت الطقوس للمعبودات ، ولكن جلالته أخذ يبحث عما يليق بآمون "لكى ينقذه " وأمر الملك بأن تنقش صورة آمون من الذهب الخالص ، وأقام الآثار للمعبودات الآخرى وزارد من أوقافهم ".

 ، وعثر على هذا النص منقوشاً على لوحة كبيرة إكتشفت بالقرب من الصرح الثالث بالكرنك وهى محفوظة الآن بالمتحف المصرى ، وقد صور عليها الملك وهو يقدم القرابين الى المعبود آمون والمعبودة موت.

السياسة الخارجية لتوت عنخ آمون

عمل " توت عنخ آمون" على إعادة بناء المعابد ليس للإله آمون فى طيبة فحسب ولكن فى جميع أرجاء البلاد .

وعلى الصعيد الخارجى كانت مصر تأمل فى أن يتسلم زمام الأمور فيها ملك قوى يعيد للإمبراطورية هيبتها ، ولكن ملكنا كان طفلاً صغيراً ضعيف البنية .

أولاً : الأوضاع السياسية مع النوبة :

المعروف أن الامبراطورية التى حكمها " توت عنخ آمون " كانت لاتزال كبيرة تمتد من الدلتا شمالاً إلى الشلال الرابع جنوباً ، وقد كانت مستعمرة النوبة مصرية الصبغة وقتئذ ، فصار رؤوسها يتزينون بالزى المصرى الذى أدخله هناك تحتمس الثالث ، أما الثورة المصرية فلم تؤثر كثيراً فى النوبة لأنها استمرت تدفع الخراج سنوياً لخزانة فرعون".

ولم يتقلص نفوذ مصر فى النوبة وشمال السودان وظل حكام السودان يأتون ومعهم زعماء هذه البلاد إلى مصر ليقدموا ولاءهم وهداياهم ، ويتضح ذلك من خلال مقبرة "حوى"  " رقم 40 فى طيبة " والذى كان يحمل لقب " ابن الملك فى كوش.

-       بدأ " توت عنخ آمون " يهتم بين عامه الخامس عشر والثامن عشر من عمره بالشئون الدينية والسياسية على ما يبدو ، وكان يعلم منذ طفولته أن الكثير من الاحتكاكات أو المنازعات قد سويت فى النهاية بين أبية و أخيه وبين ملوك غرب آسيا بفضل بعض الأواح الفخارية المغطاة بعلامات فى شكل المسامير ولها مفعول أشبه بمفعول السحر ، ويحملها رسل يتميزون بالهمة والشجاعة ، حتى راح يتتبع مراسلات حلفاء المملكة ويدرس الأسلوب الذى ينبغى ان يستخدمه ليجابه المؤثرات ويفرق بين الخصوم ويستثير الحوافذ التى من شأنها توطيد الأحلاف .

-       ولقد أدرك أن " بورابورياش " ملك " (كارادونياش "بابل") كان يخشى كثيراً من ازدياد قوة الآشوريين الذين لم يزالوا تابعين له ، ومن ثم لم يفعل "توت عنخ آمون " شيئاً يؤدى الى رفض العروض التى تقدم بها الآشوريون الى بلاده ، ووافق على البعثة التجارية التى اعلن عنها فى مصر من أجل تدعيم العلاقات بين البلدين، وفى نفس الوقت عمل على تأخير وصول الهدايا التى طلبها منه الملك " بورابورياش"  ونجحت حيلته ، وجاء رد ملك " كارادونياش " على النحو الذى توقعه " توت عنخ آمون- نب خبرو رع – " نبهوريا" كما ورد فى الرسائل البابلية " ، فقد كتب له " بورابورياش " القلق الرسالة الوحيدة التى لا ريب فيها ، والتى حفظت لنا حتى اليوم من بين جميع مكاتبات ذلك العهد .

-      وها هو نص الرسالة :-

" إلى نبهوريا ، ملك مصر ،

هكذا يتحدث أخوك " بورابورياش " ملك كارادونياش ،

أحوالى كلها طيبة ، تحيتى العظيمة لك ، ولبيتك ، ونسائك ، وأطفالك ، وبلدك ، ونبلائك ، وجيادك "و" عرباتك.

 عندما أقام آبائى و آباؤك بينهما( روابط ) الصداقة ، تبادلوا هدايا نفيسة ، ولم يرفضوا " أبداً " أن يمنح بعضهم لبعض ما كانوا يرغبونه من أشياء جميلة ، ولكن أخى لم يرسل لى من الهدايا سوى مينين من الذهب ، فإذا كنت (تملك )فى الوقت الحاضر كمية كبيرة من الذهب فأرسل الى بقدر ما اعطانى آباؤك ، اما إذا ما كان (ما لديك) منه قليلاً فأرسل لى منه " على الأقل " النصف " لم لم ترسل الى سوى مينين من الذهب ؟ ان الأعمال التى  على ( إجراؤها) حالياً فى المعبد ذات أهمية ، ولذلك فقد باشرتها بهمة ، ارسل لى اذن كثيراً من الذهب .

 أما بالنسبة اليك : فمهما كانت رغباتك من بين( منتجات ) بلادى ، فأكتب إلى عنها ، وسوف ارسلها إليك .

وفى عهد والدى " كوريجالزو" كتب اليه الكنعانيون " كلهم " : ( سوف "نذهب" الى حدود البلاد لنعبرها ، ولذلك فنحن نرغب فى ان نربط العلاقات معك " وإليك ما اجاب به أبى عليهم : ( تخلوا " عن أية فكرة " للتحالف معى ، وإذا قمتم بأعمال عدائية ضد أخى ملك مصر باتحادكم مع بلاد آخرى .ألست انا الملزم ما دام هو حليفى ؟ ومراعاة لوالدك ، لم يصغ (ابى ) اليهم .

والآن لم اكتب لك شيئاً (بشأن) الآشوريين ، اتباعى كما ادعوا . لماذا ذهبوا الى بلادك ؟ فإذا كنت تحبنى فلا تسمح لهم بأن يشتروا اى شئ ودعهم يعودون الى هنا وأيديهم خاوية !

وإنى أحمل لك "هدية " للصداقة ثلاثة أوزان من حجر اللازورد البديع وكذا خمس مجموعات من الجياد لخمس عربات خشبية .

ترجمة (قنواتى )

وهكذا بدأ ملك طيبة الصغير يعرف مهنة الملوك.
 وفاة توت عنخ آمون

مات الملك"  توت عنخ آمون "فى حوالى الثامنة عشر من عمره ، وهذا هو على الأقل ما ينبئنا به مومياؤه ، وقد أتاح تحليل المومياء تقدير عمر الجثة يتردد فى لحظة الوفاة بين الثامنة عشر و العشرين من عمره ، طالما انهبعد التاسعة من حكمه ، والتى  ذكرت عدة مرات على جرار النبيذ المودعة فى قبره – لم يكشف بتاتاً عن اى تاريخ ينتسب الى الملك الشاب .

 وفى فحص المومياء سنة 1971 ثبتت وفاته من حادث أو اغتيال وذلك من أثر صدمة عنيفة بقذالة ( مؤخرة رأسه ) قد تكون ضربة من هراوة أو سقوط من مرتفع.

وقد توفى " توت عنخ آمون" فى يناير مكن عام 1327ق.م ، ويحدد علماء المصريات الموسم من خلال نوع الفواكه والأزهار التى دفنت معه فى مقبرته فربما تركت الملكة نفسها باقة زهور على تابوت زوجها كنوع من التوديع للحبيب والملك والزوج الذى تركها وحيدة .

ولم ينجب" توت عنخ آمون " وزوجته أى أطفال ، ونحن نعلم أن الملكة كانت حاملاً على الأقل مرتين ، ولكن جنينها قد أجهض ، أحدهما كانت فتاة وماتت فى الشهر السابع من الحمل ، بينما كان الجنين الآخر و الذى لا نعرف نوعه قد توفى عند مولده ، وقد دفن هذان الجنينان بمقبرة والدهما وحنطا جيداً ووضعا داخل توابيت صغيرة .

سقطت البلاد فى موجه من الفوضى بعد وفاة الملك " توت عنخ آمون " والذى ترك البلاد دون وريث . وعند لحظة وفاته كانت مصر قد دخلت فى معركة مع الحيثيين حيث كان القائد ( حور محب ) والذى يتوقع وصوله للعرش يقود قواته ناحية الشمال .

 

          لعــــــــــنة توت عنخ آمون

-       تسبب موت اللورد " كارنارفون " فى اقل من ستة شهور ، بعد فتح مقبرة توت عنخ آمون فى اعتقاد بعض الناس بوجود لعنة واقعة على المقبرة ، ونشرت الصحف ان موته كان غامضاً ، وكان نذير شؤم ان يفك المومياء ولفائفها ، وذهب احدهم الى ما ابعد من ذلك الى سوء ترجمة نص مكتوب على طوب طينى ، عثر عليه امام مقصورة الاله أنوبيس ، فى غرفة الكنز : " سأقتل كل هؤلاء الذين عبروا هذه العتبة الى الفناء المقدس للملك الذى يعيش للأبد " ولكن الحقيقة يقرأ هذا النص " انا هو الذى يعوق الرمال من أحجار الحجرة السرية "( ترجمة ديفيد سيلفرمان )

-       وفى الواقع لا يوجد لغز حقيقى محاط بموت " كارنارفون " ، فقد مات نتيجة لتسمم فى الدم حدث بعد إصابته بلسعة ناموسة داخل جرح أحدثه بالموس أثناء الحلاقة ، ولكن اللعنة تولدت وأكسبت الحياة طابعها ، ونسب لها مراسلو الصحافة كل حادثة او موت بقدر الامكان حتى موت " جان فرانسوا شامبليون " فى الثانية والاربعين من عمره ، والذى فك شفرة الهيروغليفية ، نسبوا موته الى لعنة الفراعنة على الرغم من الحقيقة ، اذ ان شامبليون مات فى عام 1832 تقريباً قبل مئة عام من خروج توت عنخ آمون للضوء . وعلى العكس فقد عاش كارتر نفسه حتى عام 1939، وماتت السيدة إيفيلين فى عام 1980عن عمر يناهز التاسعة والسبعين " كانت قد جاءت افتتاح المقبرة مع والدها " كارنارفون " فى 1923.

-       وقد ترك المصريين نقوشاً تحذر العابرين ألا يدمروا مقابرهم ، وقد صاغت اللعنات المصرية القديمة فى شكل تهديدات ، وظهرت بشكل رئيسى على آقار الأفراد الخاصة وأساساً فى الدولة القديمة أكثر من الملكية وهنا مثال من اللعنة الخاصة :

الى اى واحد سيفعل اى شئ شرير تجاه مقبرتى .

سوف يحاكمه الاله العظيم

وهكذا كانت لعنة توت عنخ آمون أو ( لعنة الفراعنة ) ارضاً خصبة ومثمرة لكتاب الروايات والافلام السينمائية التى انتجت فى صدد هذا الموضوع الذى حير العالم وما زال يحيره وبقى سؤال واحد : هــــــل توجد لعنة للفراعنة أم لا؟(*)

 

توت عنخ آمون فى 2010

-      مع بداية الشهور الاولى من السنة الجديدة 2010 بدأت تتوارد اخبار جديدة عن اسرار جديدة عن الملك توت عنخ آمون حيث كان قد اعلن د/ زاهى حواس الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار عن إقامة مؤتمر صحفى يوم الاربعاء الموافق 17/2/2010 فى المتحف المصرى والذى اعلن فيه نسب الملك توت عنخ آمون واسباب وفاتة ويقضى بذلك على احد اهم الالغاز حول هذا الملك حيث اختلفت الاراء حول ابيه بين ( امنحتب الثالث ) و ( امنحتب الرابع ) "اخناتون " وكذلك سبب وفاته مبكرا فى سن صغيرة حيث قال البعض انه كانت هناك مؤامرة لقتله او أنه قتل فى معركة حربية .

-      ومصدر الموضوع جريدة " الاهرام المصرية " العدد رقم 44999 بتاريخ 18/2/2010 مقال بعنوان " توت عنخ آمون ابن اخناتون ونفرتيتى ليست امه " كتبته " مشيرة موسى":-

يبدو أن قصة شخصية الملك الطفل توت عنخ آمون ستظل مثيرة للجدل والدهشة حتي بعد‏3500‏ سنة من وفاته‏,‏ فمازالت المفاجآت تتوالي‏,‏ فإذا كان قد تولي عرش مصر وهو طفل وتوفي عن‏19‏ عاما‏,‏ وهو الوحيد الذي تم العثور علي كنوز مقبرته الذهبية في وادي الملك‏,‏ فهاهي اليوم شهادة ميلاد جديدة له وأسباب جديدة لوفاته‏.‏



 

 

 

هذا ما أعلنه الدكتور زاهي حواس الأمين العام للمجلس الأعلي للآثار‏,‏ في مؤتمرصحفي عالمي‏,‏ بعد دراسات أجراها علماء مصريون وأمريكيون علي مدي عامين‏,‏ فقد أعلنأن النتائج المؤكدة لتحليل الحمض النووي‏DNA‏ أثبتت أن الملك توت عنخ آمون هو حفيدالملك أمنحتب الثالث والملكة تي وابن الملك أختاتون‏,‏ أما أمه فواحدة من بناتالملك أمنحتب الثالث الخمس التي لم يحدد اسمها بعد‏,‏ وبذلك يكون الملك أمنحتبالثالث والملكة تي جدي من طرفي الأب والأم‏,‏ ويكون قد تم استبعاد أن تكون أم الملكهي نفرتيتي كما ساد الاعتقاد من قبل‏.‏كما أثبتت الأبحاث العلمية أيضا أن الملكتوت عنخ آمون كان شابا ضعيف البنية‏,‏ عاني في حياته مثله مثل أبيه‏,‏ من شق في سقفالحلق‏,‏ كما أنه ورث عن جده تشوها في قدمه اليسري‏,‏ بالإضافة إلي إصابته بمرضكولر الذي يدمر الخلايا العظمية ببطء ويمنع وصول الدم إلي عظام القدم مما يسببآلاما شديدة‏.‏أما السبب المباشر لوفاة الملك توت عنخ آمون عن سن التاسعة عشرةفجاء نتيجة حالته الصحية الضعيفة وحادث سقوطه الذي أصابه بكسر في عظمة الفخذاليسري‏,‏ وجرح قطعي تلوث مع تصادف إصابته بالملاريا‏,‏ وكلها أعراض تجمعت في وقتواحد لتقضي علي الملك الضعيف وتنهي سلالة الأسرة الـ‏.18‏

الملك خوفو

Picture
صاحب الهرم الأكبر

-       تولى بعد "سنفرو " الملك "خوفو"، ابنه من زوجته "حتب –حرس " والذى يعد أشهر ملوك الدولة القديمة ، بل أشهر ملوك مصر لإرتباطه  بأحدى عجائب الدنيا السبع " الهرم الأكبر " بالجيزة .

-       ورغم شهرة " خوفو " فإننا لا نعرف عن عهده الا القليل ، إذ لم يترك آثاراًتذكر بخلاف هرمه ، وتمثال صغير من العاج عثر عليه فى كوم السلطان بأبيدوس ويؤرخ للأسرة 26.

-       ومن المهم أن نذكر أن " خوفو " تسلم زمام الحكم من أبيه والرخاء يعم البلاد نتيجة لازدهار التجارة وإستتاب الأمن ،مما مهد له الطريق لإقامة مقبرة ضخمة لعبت الدور الأول فى تحقيقها خزينة الدولة العامرة ثم قدسية الملك التى أوجبت على رعيته بذل كل الجهد لإتمام هذا البيت الخالد لجلالته .

أهم آثار خوفو

1- الهرم : -

-       إختار " خوفو " هضبة الجيزة مكاناً لتشييد هرمه واستخدم الأحجار الرملية المحلية فى بناء جسد هذا الهرم ، وكساه من الخارج بنوع جيد من الحجر الجيرى من محاجر "طره ".

-        شيد الهرم على مساحة تبلغ حوالى 13 فداناً ، وكان إرتفاعه الأصلى 146متراً ، إلا أنه تأثر بعوامل الزمن والتعرية ، ليصبح إرتفاعه الحالى حوالى 138 مترا ، ويقع مدخله الرئيسى فى الناحية الشمالية وتوجد أسفله فتحة تؤدى إلى داخل الهرم ، ويبدو أنها فتحت فى عهد الخليفة المأمون .      وقد إستمر ما يقرب من  المائة ألف عامل يعملون فى بناء هذا الهرم طوال عشرين عاماً ، وذلك فى وقت الفيضان عنما تغطى المياه أرض مصر ، ويتوقف معظمهم عن العمل حتى بدء موسم الزراعة .

-       وقد أبهر الهرم العديد من الباحثين ، فتناولوه من جوانب عده ونسجوا حوله القصص والأساطير ،وحاولوا تفسير مظاهره المعمارية وطريقة البناء وكيفية رفع كتل الأحجار التى وصل أن بعضها حوالى ثمانية أطنان ، وكيفية الإنارة والتهوية ، ثم كيفية إعاشة الآلآف من العمال والإشراف عليهم .
     هرم خوفو والسخرة

-       إرتبط الهرم الأكبر فى ذهن بعض الناس بالسخرة ، وتحدثوا عن حكم خوفو المطلق، وعن تسخيره للعمال فى بناء مقبرة له بدلا من إستخدام هذه الطاقة البشرية الهائلة وكل هذه الإمكانيات المادية فى مشروعات يعود نفعها على الشعب . والواقع أنه لا يجب أن نحكم على الماضى بمنطق الحاضر ، فخوفو، رغم أنه حكم حكماً مطلقا ً ، ورغم أنه حرم شعبه من تحقيق أمل كل فرد فيه بأن يعد لنفسه تمثلاً جنائزياً ، ورغم أن هذا الشعب إنتفم من " خوفو " وآثاره عندما واتته الفرصة لذلك مع نهاية الدولة القديمة ،إلا أنه يجب ألا ننسى أن الملك كان فى نظر المصريين ممثلاً للإله على الأرض أنه كانت له الهيمنه على العالم الآخر .

-        ومن ناحية آخرى فإن بناء الهرم له فائدة إقتصادية ، إذ أنه يتيح فرص عمل لمزارعى مصر الذين لا عمل لهم طوال أشهر الفيضان هذا بالإضافه أنه لم ترد أيه إشاره فى النصوص المصرية إلى تسخير العمال أو إساءة معاملتهم ، بل على العكس فإننا نسمع عن القرى السكنية التى كانت تقام لهم بالقرب من منطقة الهرم ، وعن شون الغلال التى كانت مخصصة لهم ويمكن أن نستشهد بأقوال بعض كبار رجال   الدولة فى الأسرة الرابعة ،

-       إذ قال أحدهم " أرضيت كل عامل عمل فى مقبرتى " ، وقال آخر " لم أضرب إنساناً ، ولم أسخر أحد فى العمل " هذه المعاملة الإنسانية التى تتفق مع النزعة الدينية التى عرف بها المصر القديم .

وسمح " خوفو" للأفراد وكبار الشخصيات أن يبنوا لأنفسهم مقابر على شكل مصاطب حول هرمه ن، حيث خصص الجانب لاشرقى لأهرامات ومصاطب الأسرة المالكة ، والجانب الغربى لمصاطب الأفرا د.
 هرم خوفو وبنو إسرائيل
- لماذا يختصون الهرم الأكبر من بين أهرام مصر فيقولون بأن حكماء المصريين القدماء ، او من بنوه هم من بنى إسرائيل كمايقولون ، وقد تم تشييد الهرم قبل أن يظهر إسمهم فى التاريخ بقرون طويلة ، وجميع تلك الآراء التى فى كتبهم قائمة على فروض خاطئة ومعلومات مغرضة غير صحيحة وأن مقاييسهم التى بنوا عليها نظرياتهم مقاييس أكثرها بلا صحة له .
 سـفن الـشـمس

 

-       منذ عام 1954 واسم "خوفو"يرتبط بآثر آخر هام ، وهو سفينة التى عثر عليها فى الجهة الجنوبية للهرم والتى تعرف خطأ بإسم " مركب الشمس " حيث ربط مكتشفوها بينها وبين سفينتى الشمس المخصصتين لرحلتين النهار والليل والتين يقوم بهما الإله "رع" إله الشمس .

عثر على سفينة "خوفو" مفككة فى حفرتها، وقد إستمر العمل فيها عدة سنوات إلى أن نجح مرممو هيئة الآثار فى ترميمها وإعادتها لصورتها الطبيعية والتى إتضح منها أن طولها يبلغ حوالى 46متراً .

- ومنذ عهد " خوفو " على الأقل قام فى وسط مدينه "جبيل " معبد مصرى أضاف اليه من جاء بعده حيث عثر على أحجار تحمل اسمه واسمائهم .

ألقاب خــوفو   

-       تلقب "خوفو "بعد إعتلائه العرش بلقب صعبت قراءته قراءة سليمة حتى الآن ، وتحتمل قرآته " حور مجدو " كما ظن "زيته " " ، ربما بما يعنى حور سديد المرمى أو حور الدرء"الحصين " ، أنتسب بالكلمة نفسها " مجدو" أ " مجرو " إلى الربتين " نخبة و واجة ، ولكن بمدلول آخر قد يعنى المهتدى بهما ، أو ما يشبه ذلك من صفات طيبة .

-       ولقب رجال "خوفو " ملكهم بلقب آخر تحتمل قرآءته " حور نب رخو " بمعنى الملك الحورى رب المعرفة ، أو " حوروى نب رخو " بمعنى رب العلماء المنتسب إلى الصقرين " حور و ست "، أو حوروى نب رخيتيو " بمعنى رب الشعب المنتسب إلى الصقرين ، وأياً ما صح من هذه القراءات فإنه يدل من غير شك على رغبة أصحابها فى وصف ملكهم بصفة طيبة يحبونها فيه . 
سياسة حـكم خـوفو
·       سياسة داخلية وخارجيه : -

-       تولى " خوفو " عرش مصر وجنى ثمار إصلاحات أبيه ، زإذا ألقينا نظرة على أعماله المختلفه لأدركنا أن السياسة الإنشائية التى وضع سنفرو أساسها قد إستمرت ،فقد عثر على أسمه فى كثير من بلاد مصر سواء فى الدلتا أو فى الصعيد .

-       كما أرسل ايضاً حملات إلى جبل المغارة لاحضار الفيروز وربما النحاس من هناك.

وكانت تجارة مصر الخارجية وبخاصة مع الشاطئ الفينيقى مزدهرة ومن المرجح جداً أنه كانت تقيم فى مدينة "جبيل " إلى الشمال من "بيروت" الحالية " جالية مصرية للتجارة منذ أيام الأسرة الثانية.

وتعرض السفينة الآن فى متحف أقيم لها خصيصاً فى نفس المكان التى عثر عليها فيه جنوب الهرم الأكبر ، هذا ولا تزال هناك سفينة آخرى فى باطن الأرض فى الناحية الجنوبية أيضاً كما عثر فى الناحية الشرقية على حفرتين خاليتين من سفنهما .

- أما عن الأغراض التى أستخدمت فيها هذه السفن فيبدو وأن واحدة منها أستخدمت فى نقل جسد الملك من قصره فى الضفة الشرقيه للنيل إلى منطقة الهرم على الضفة الغربية منه ، وأستخدمت الثانية فى تتويج الملك الذى كانت بعض مراسيمه تجرى على ضفة النيل واستخدمت بقيه السفن فى رحلات إلى بعض الأماكن المقدسة فى شمال مصر وجنوبها.وخلاصة القول أن هذه السفن أستخدمت فى أغراض جنائزية ودنيوية وأنه لا صلة لخا بمراكب الشمس ،نظراً لإختلافها فى الشكل وعدم العثور على الرموز المعروفة لمركب الشمس من بين الآشياء التى عثر عليها فى سفينة خوفو .

 أعمال آخـرى
1-عثر على إسم خوفو على كثير من آثار عهده فى منطقة واسعة من دسوق التى هى فى الشمال الغربى للدلتا إلى تل بسطة فى الشمال الشرقى للقطر إلى مدينة "الكاب ""هيركونيوليس"فى جنوب الصعيد .

2- روى أنه واصل العدن فى سيناء.

3- ربما أنه كان أول من قطع الأحجار من حاتنوب .

4- جاء فى رواية من عهد البطالسة أنه شيد معبد لحتحور فى دندره

5- لما أسن عين ابنه الأكبر وزيراً وعهد له بمهمة كبير القضاة ،ثم عين "خوفو" ابنيه الآخرين فى المنصبين الكبيرين "مالية المعبود " وعهد لهما الإشراف على أعمال الحفائر

الملك خفرع _خع إف رع

Picture
القاب الملك خفرع

-       تلقب خفرع بالقاب معبره لطيفة ، فسمى نفسه " حور سخم ايب " بمعنى " حور الجسور " و "حور سخم نوب " بمعنى "حور الذهبى الشديد " " وحور نفر " بمعنى حور الخير أو حور الاخير ، و"نثر نفر " بمعن الاله الخير أو الاله الاخير ، ولقبته بعض اختامه بلفب "خفرع حبيب الارباب ،عن صدق او ادعاء .

- وكان الأهم من ذلك هو تلقبه بلقب " سارع " أى ابن رع ، اسمه "سارع نب خعو"

 اى " ابن رع التجلى " أو "صاحب التجليات او رب التيجان .

-       وكانت هذه هى المرة الاولى التى يصرح فيها فرعون ببنوته للإله "رع" ثم أصبحت سنه ثابته بعد عهده ، واكتملت بها ديباجة الالقاب الملكية الخمسة وكان للفرعون هدفان من لقبه الجديد هما : -

(1)           مسايرة مذهب الشمس فى نشاطه الواضح السافر خلال عصر الاسرة وهى مسايرة بدأها الملوك منذ عصر الاسرة الثانية ، وفى اوائل الاسرة الثانية .(1)

(2)           الهدف الثانى من اللقب الجديد فهو رغبه الملك فى التدليل على انه يعتلى العرش بناء على بنوته للمعبود "رع " صاحب العرش المقدس القديم " وبتفويض منه كما تروى الاساطير الدينية ، وربما رغبه منه كذلك ان يتبرك باسمه وأن يكتب له دوام مثل دوام ولو خلال حياته الثانية .(2)

 آثار خفرع
العمارة
        المجموعة الهرمية للملك خفرع

-       على الرغم من أن الارتفاع الحقيقى لهرم خفرع وهو أقل من الهرم الاكبر بحوالى ثلاثة أمتار أى حوالى 143.5متر ، وطول ضلع قاعدته المربعة 215.5متراً ، إلا أنه يبدو أكثر ارتفاعاً ، وكان من المفروض أن يكون الكساء الخارجى م نالجرانيت فى المداميك السفى وفى المداميك العليا من الهرم الجيرى ولكن قبل الانتهاء من العمل توفى الملك ، ويسمى هذا الهرم "خفرع عظيم

-       كان الهرم كغيره من الاهرام مكسو من الخارج بأحجار جيرية من النوع الممتاز نزعت منه ومن غيره فى العصور الوسطى ، ولم يبق من الكساء الخارجى الا جزء بسيط فى اعلى الهرم ، اما باقى المجموعة الهرمية فهى لحسن الحظ فى حالة أفضل من مثيلتها فى هرم خوفو .

-       نستطيع أن نرى بقايا معبده الجنائزى ومعبد الوادى الذى يمتاز بإستقامه خطوطه وجودة صقل سطوحه الخارجيه ، ويبلغ طول الطريق الصاعد الموصل بين المعبدين حوالى 500متر -       نشأت بشأن أغراض معبد الوادى آراء عدة ، منها ثلاثة محتملة وهى :، أن جانباًمنه كان يعتبر إستراحة مؤقته للملك فى حياته كلما زار منطقة الجيزة ليشرف على بناء هرمه فيها ، وأن جانبا منه جرت فيه طقوس تحنيط جثة الملك وبعض مراسم جنازته ، وأنه اصبح يستخدم بعد ذلك لإجتماع وفود كبار الزائرين خلال المواسم والاعياد ، يقصدونه من كل حدب وصوب ، حتى اذا اكتملت اعدادهم فيه وحيوا تماثيل الملك الموجودة به ، وتلو دعواتهم عند بعض آثاره الشخصية الباقية ،خرجوا بين تراتيل الكهان وأنغام الموسيقى الدينية من بابه الخلفى .

معبد الشعائر

وهو معبد يجاور الهرم من ناحيته الشرقيه ولا يقل فى ضخامته عن معبد الوادى ، لولا ان التهدم أصاب جانبا كبيرا منه ، وكان يتألف فى تخطيطه القديم من عناصر كثيره ، يمكن إجمالها فى قسمين منفصلين ، قسم أكبر يغلب عليه طابع العموميه ، وقسم أصغر تغلب عليه صفة الخصوصية وطابع السرية

آثار آخرى

-     هناك أيضاً بقايا مدينه العمال فى الجهه الغربية من الهرم وكانت مقسمة الى حوالى 110 قاعة وكانت معده لايواء أكثر من 3500عاملا .

-     ومن أشهر المقابر الصخرية والتى تقع فى الشرق من الهرم الاكبر مقبرة الملكة "مرسعنخ الثالثة " زوجة خفرع .

– النحت : -

- وصل فن النحت الى قمته فى عهد "خفرع " وأصبح فى إستطاعة الفنان المصرى أن يسيطر سيطرة تامة على أقسى أنواع الحجر (2) حيث كانت تماثيل "خفرع " منتشرة فى ارجاء هذا المعبد "معبد الوادى " وبعضها من حجر الديوريت ،ومن بينها ذلك التمثال الشهير الذى يعتبر آيه من آيات الفن المصرى ، ويمثل صاحبه وقد جلس على عرشه ووقف الاله حورس على شكل صقر خلف رأسه ليحميه .           

 -  وقد نجا هذا التمثال وغيره من تماثيل هذا الملك لأن كهنه المعبد حفروا فى وقت من الاوقات حفرة عميقة فى البهو الشرقى المستطيل أودعوها تلك التماثيل التى بقيت فى ذلك المكان حيث عثر عليها عند تنظيف مصلحة الآثار لهذا المعبد فى القرن الماضى.
- ونرى نجاح الفنان فى التى ظهرت على وجهه ودقته واظهار عضلات الجسم ومظهره بوجه عام ليدرك مدى تقدم الفنان المصرى فى فنه ذلك التفوق الذى لم يتفوق عليه هو نفسه فى العصور التالية .

د-  أبو الهول وتاريخة

-       لا يمكن أن يذكر الانسان منطقة أهرام  الجيزة إلا ويجد نفسه مضطراً لذكر " ابو الهول " التمثال الضخم الرابض على حافة الصحراء والذى احتل مكانه كبرى فى آداب العالم ، وهذا التمثال المقطوع فى صخر الجبل على هيئة أسد رابض وله رأس إنسان . لذلك فمن المعتقد بوجه عام أن تمثال أبو الهول الشهير مؤرخ من حكم خفرع
       قصته

-        قصة " أبو الهول " كما كشفت عنها الحفائر ،وخصوصا التى تمت بين أعوام 1926و 1936 قصة طريفة  ، فلما استقر رأى "خفرع " على تشييد هرمه على مقربة من هرم أبيه إضطرللانحراف بالطريق الموصل بين المعبدين ليتفادى المحجرمن حاجر التى قطع منها العمال الاحجار اللازمة لبناء الاهرام والمقابر الخاصة ، وأخذوا من هذا المحجر أحسن الاحجار أى الصلبة منها ، ولكن بقيت فى وسطه كتله كبيرة تركوها فى مكانها لأن حجرها كان من نوع غير جيد

-       ولا شك فى أن وجود تلك الصخرة كان يشوه المكان ولهذا راى المشرف على العمل أن يستفيد منها لعمل تمثال لسيده الملك ،جسده على صورة أسد وهو أقوى الحيوانات ورأسه على صورة راس خفرع نفسه أنه كان جامعاً للقوة والعقل ، ثم أصلح أنحاء المحجر وبنى معبده أمامه .

-       ومن المحتمل أيضاً أن كهنة هليوبوليس ومنف قد عاونوه فى ذلك ، وكان أولئك  الكهنه يكنون أكبر الاحترام للإله " حور-ام-آخت" (حورمخيس ) الذى يرمز إليه تمثال "أبى الهول " ،ولهذا أراد " تحوتمس " أن يرى الناس أن اله الشمس نفسه هو الذى أختاره ليكون ملكاً على البلاد . 

أبـو الـهول و نابـليـون

-       لم يقم جنود نابليون بتحطيم أنف "ابى الهول " ولكن طبقاً لما رواه المقريزى الذى توفى عام 1426ميلادية ، يذكر أنه كان يعيش فى زمانه رجل صوفى يدعى "صائم الدهر " هو الذى ذهب إلى منطقة الاهرام وشوه " أبى الهول " بإعتباره من آثار الوثنيه القديمة .

·       تعرض " أبى الهول "  لكثير من عمليات الردم بواسطة الرمال التى تحيط به ، وفى العصر البطلمى حاول البناءون ترميم التمثال بإستخدام أحجار صغيرة الحجم ووضعوا بين قدميه مذبحا من الجرانيت الأحمر مازال فى مكانه حتى الآن

·       لقد مرت آلاف السنين ومازال" أبى الهول " جاثماًفى مكانه ينظر نحو الشرق وعلى شفتيه إبتسامه باهته ، مليئة بالاسرار والإستعلاء ، رأى مصر وهى فى أوج عظمتها ، كما رأى ايضاً كثيراً من جنود أجانب أعداء البلاد يدنسون الأرض المقدسة التى تمتد أمام يديه ،وكم تغيرت الأيام والليالى !! وكم مر على مصر من مد وجزر فى تاريخها الطويل !! وكان المصريون ينظرون دائماً إلى ذلك التاريخ القديم ينتظرون منه الإلهام .

·       إنهم ينظرون إلى الأهرام كرمز للاستقرار والاعتزاز ، وهم ينظرون أيضاً الى أبو الهول كمصر غير محدود للحكمة وللأمل فى المستقبل .

-       وقد ثبت صحة هذا الامر "فأبو الهول " والأسد يمثل قوة الملك الذى يقسو على المتمردين ويحمى الخيرين ، وبوجهه الإنسانى ذى اللحية فهو ملك ، وبجسمه الحيوانى فهو أسد ضار لا يمكن مقاومته أثناء القتال .
-     * أبو الهول فى الدولة الحديثة : -

-       فى عصر الدولة الحديثة تغيرت فكرة المصريين عن " أبى الهول " فقد أصبح يحتل معبود الشمس ، وأصبحت له عباده خاصة فى المنطقة ، وكان يطلق عليه اسم
"حورآختى" أى حورس المنتمى الى  الافقين
قصة الحلم 

-       نعرف من إحدى الوثائق القديمة (التى ترجع الى الاسرة ال18) ، أن أميرا شاباً يسمى "تحوتمس " وكان من أبناء " أمنحتب الثانى " خرج للصيد فى تلك المنطقة ، وقد حدث وأن جاء الأمير " تحوتمس " الى المكان القريب من أبى الهول لكى يستريح فى ظل راسه ، وعندما أخذت الأمير سنة من النوم رأى فى الحلم أن هذا المعبود يتحدث اليه ويشكو إليه من تراكم الرمال حوله ، وبشر المعبود الأمير بأنه سيصبح ملطاً على مصر ، إذا وعد بإزالة الرمال التى تمنعه من التنفس ونقرأقصة حلم " تحوتمس الرابع " على لوحة أمر بإقامتها هناك أمام صدر "أبى الهول "

-       وأغلب الظن أن هذه القصة ليست الا قصة وضعت للدعاية السياسية فقط ،أخترعها "تحوتمس " ليحمل الناس على الاعتقاد بأن اعتلاءه العرش راجع الى اختيار الهى لانه لم يكن صاحب الحق فى ذلك ،لقد أعلن نفسه ملكا وذلك راجع إما الى نفوذه الخاص ، وإما بسبب المنازعات فى الأسرة المالكة .
سبب التسمية
-       أما عن اسمه فمن الآراء فى تعليله أنه سكن منطقة الجيزة  قوم من الكنعانيين خلال الدولة الحديثة ، فتعبدوا التمثال باعتباره صورة أصيلة لمعبود كنعانى قدسوه فى وطنهم بإسم "حورون " أطلقوا اسمه على التمثال ، ثم حرف الاسم الكنعانى إلى "حورنا " واخيراً الى "حول ".

-       ورآى  آخر قرب بين اسم التمثال وبين اسم ورد له فى النصوص المصرية المتـأخرة بمعنى الأسد "باحو " ، وانتهت اسماء التمثال الى الاسم الحالى "أبو الهول" وهو اسم يعبر فى اللغة العربية عن طابع الرهبة أو طابع الهول الذى اكتسى به التمثال وظن الناس فيه .

-       وظن فيه مؤرخو العصور الوسطى قرة سحرية وسموه بأسماء غريبة فذكره المقريزى باسم " بالهيب.

أبو الهول فى اليونان

-       عند الحديث  عن تمثال "أبو الهول" يخلط بين الناس عقيدتين مختلفتين:-

أبو الهول اليونانى الذى كان عبارة عن أنثى أسد ذات جناحين ورأس إمرأة وهى تلك الأسطورة المتخيلة فى أسطورة "أوديب" ، والآخرى وهى الأسود المقدسة الشهيرة فى مصر ، والتى أسماها الاغريق أنفسهم "أبا الهول " ولكنها أسود برأس ملك ومذكرة –كما ذكر هيردوت _ وهناك تشابه بين الكلمه اليونانية (اسفنكس ) والتعبير (شسب عنخ) الذى استخدمه المصريون للتعبير عن الأسود الرابطة وابتداء من هذه التسمية اقترح بعضهم أن اسم " أبى الهول " وشكله ما هو الا تقليد فنى نقل الى الاغريق عن طريق سوريا

الملك منكاورع

Picture
 توليته الحكم - 
     
استطاع الحزب المعارض فى الاسرة المالكة أن يستولى على السلطة بعد وفاة خفرع ، وقد تحدثنا عن ذلك النزاع فيما قبل ، ولا يمكن القول عن يقين إن قد حكم بين خفرع ومنكاورع ملك واحد من إخوة خفرع أو حكم ملكان .

-       ويعقب اسم " خفرع " من الاسماء الكبيرة فى الاسرة الرابعة اسم منكاورع الذى تلقب بلقب " كاخت " أى فحل الجماعة ، جماعة الارباب ، ولقب ( حور نوب) واج إب ) أى الصقر الذهبى منتعش القلب او صاحب القلب الشاب ،وذكره هيردوت بإسم " موكيرينوس" ، وعبر عنه مانيتون بإسم منخريس .

-       حاول بعض الباحثين أن يشكوا فى إعتباره ولداً لخفرع، وحكم حوالى عام 2600 ق.م ويقص علينا هيردوت جزءاً من تارخ حياته فيقول " ان ابنته قد انتحرت ، وقد توفى فجأة " ويقول أيضا ً " أن وحى مدينه بوتو لم يعطه أكثر من ست سنوات للعيش ، فلما عرف أن نهايته قد تقررت ، ، أخذ يشرب ويمجن بالنهار والليل ويقصد أماكن اللهو حيثما وجدت ليجعل من السنوات الست إثنى عشر ، بما يثبت للوحى كذبه . "

-       وفى الواقع أنه كان رجلاً تقياً ، ولذلك لم يوافق على القواعد الصارمة التى وضعها سابقوه ، فترك الشعب حراً فى أن يتفرغ لعمله ويقدم القرابين ، ويعكس جميع الملوك ، فقد حكم بالعدل ، ويبدو أن هيردوت قد خلط بينه وبين "باك إن ران إف" أحد ملوك الأسرة الرابعة والعشرين .
 سياسة منـكـاورع

 

-       إستن " منكاورع " سنة سياسية جديدة ، ففتح قصره لأبناء المقربين من كبار موظفيه ، وعهد بتربيتهم إلى كبار رجال القصر مع أبنائه ،ليشبوا أوفياء له مخلصين لبلاطه ، وكان منهم شاب يدعى " شبسسبتاح"
-       تهيأ لكبار الأفراد فى عهد " منكاورع " من الثراء وحرية التصرف فى مقابرهم أكثر مما تهيأ لهم ولأسلافهم فى عهد أبيه وعهد جده ، فكثرت تماثيلهم فيها ،وزادت نقوشهم ومناظرهم على جدرانها ، ونحتوا بعضها داخل الجدار الصخرى لهضبه الجيزة عوضاً عن تشييدها من الحجر فوق سطح الأرض ، ومارسوا شعائرهم فيها بحرية أوسع من الحرية التى سمح لهم بها أبوه وجده .-       صور نص رجل يدعى " دبحن" صلات " منكاورع " بكبار شخصيات العاصمة وإهتمامه بضمان ولائهم عن طريق العطايا والسماحة ، يفهم منه أن" منكاورع " كان فى طريقه ذات مرة ليتفقد أعمال البناء فى هرمه ، فأعترض موكبه ولفت نظره اليه ، وحادثه ورجاه أن يأذن له بتشييد مقبرته قرب هرمه ، فقبل " منكاورع " رجاءه ، وأذن له بأن يشيد لنفسه مصطبه كبيرة طولها مائة ذراع وعرضها خمسين ، وعهد لصالحه بخمسين عاملاً من عمال الأملاك الملكية ،وأذن بإعفائهم من كافة الأعباء فيما خلا أعباء بناء المصطبة وتمهيد الأرض حولها وأمر بأن يشرف على تشييدها مهندسه الخاص واثنان من كبار فنانى عهده.

-       وكانت أمثال هذه اللفتات من " منكاورع "لكبار رجال رعيته وتساهله فى الإذن لهم بإقامة التماثيل فى مقابرهم وممارسة الشعائر فيها بحرية مطلقة أصلاًفيما يبدو لما سمعه "هيردوت" فى العصور المتأخرة من أن المصريين أحبوا " منكاورع " أكثر مما أحبوا أباه وجده.
-       ذكر الكهنه ل "هيردوت " الشئ الكثير عن ظلم كل من " خوفو " و " خفرع " للشعب وكيف كرههما المصريين ومقتوهما ، ويذكر أيضاً كيف خالف " منكاورع " أساليب من سبقه وأبطال الظلم ، وفتح المعابد وأحبه الناس

      آثـار منـكـاورع
 المجموعة الهرمية
-       نرى وقد عادت البلاد إلى حالتها الطبيعية أن الملك" منكاورع " أخذ يشيد هرمه ، على مقربه من هرم أبيه جده ، وقد وضع المهندسون تصميمه على أن يكون أقل منهما بكثير فى الحجم ، ويبلغ الارتفاع الحالى لهرمه نحو 62 متراً ، ولم يزد إرتفاعه الأصلى عن 66.50متراً ، أى اقل من نصف ارتفاع هرم أبيه ، واقل من نصف ارتفاع هرم جده " خوفو " ، وإن امتاز فى حالته الراهنة بأن ستة عشر مدماكاً من مداميكه السفلى كسيت بأحجار جرانيتية ضخمة ، مما دعى "المقريزى" إلى أن يصفه بالهرم الملون ، وللهرم معبدان وطريق صاعد شأنه شأن أهرام بقيه الأسرة الرابع
-       معبد الوادى : لهرم الجيزة الثالث " هرم منكاورع " مبنى على مقربه من الجبانه الاسلامية لبلده نزلة لاسما ن، وكذلك مدينه الهرم التى تندمج مع مدينة الهرم الخاصة بالملكة خنتكاوس ، وتغطى المقابر الحديثة جزءاً منها .

-       وهذا المعبد مبنى بالطوب اللبن ، اللهم إلا قواعد الاعمده وبعض أجزاء من الأرضية وعتبات الأبواب ، فإنها من الحجر الجيرى ومدخله فى الشرق .
-       وقد أكتشفه " برنج  " عام 1839 ، ويسمى هذا الهرم " منكاورع مقدس" .

-       وعندا دخل " برنج " حجرة الدفن فى الهرم عثر على بقايا مؤمياء الملك فى تابوته والذى كتب عليه النص الآتى : " ملك مصر العليا والسفلى ، منكاورع الحى أبداً ، ولد من نوت ، أنجبته معبودة السماء نوت ،ووريث المعبود جب المفضل لديه ، أمك نوت تبسط ذراعيها عليط باسمها سر السماء ، وتمنحك الحياة كمعبود بدون أعداء "

-       عثر أيضاً على التابوت الخارجى من البازلت الذى كان فى طريقه الى انجلترا، ولكن الباخرة التى نقلته غرقت فى البحر المتوسط أمام شواطئ أسبانيا ، ويرقد التابوت الآن فى أعماق البحر .

-       كان الطريق الصاعد مبنيه بكتل ضخمه من الحجر الجيرى المحلى ، اما أرضيته وجدرانه فكانت من اللبن ، وكان مسقفا [افلاق النخيل ، وكان يصل الى السور الخارجى للمجموعة الهرمية .

-       المعبد الجنزى لهرم " منكاورع " فى حالة لا بأس بها ولم يصبه التهديم الكثير كما أصاب غيره ، وتخطيطه الأصلى غير معقد ، وكانت جدرانه مشيده بكتل ضخمة من الحجر الجيرى المحلى وكان تصميمها الاصلى أن تكسى بالجرانيت فى كل من سطحيها .-       أن " منكاورع " مات قبل أن ينتهى من بنائه ، وأن خليفته أتمه على عجل وبالطوب النيئ ، فإن الدليل على عظمة تصميمه الاصلى كاد يندثر ، اللهم الأا فى بعض ما نراه قد بقى منه ، وفى الأجزاء المشيده بأحجارالجرانيت وخصوصاً الجدران المبنيه بأحجار الجرانيت الأسود فى الدهليز الشمالى .

-       بالرغم من أن " منكاورع " حكم أكثر من واحد وعشرين عاماً " ربما امتد حكمه إلى ثمانيه وعشرين عاماً " فإنه لم يستطع أن يتمم تشييد هرمه الصغير أو معبد الجنزى أو معبد الوادى الخاص به ، وقد قام ابنه " شبسسكاف " بذلك الواجب . * عثر على بعض التماثيل الجميلة التى تمثل الملك وعن يمينه المعبودة حتحور وتمثال آخر على هيئة إمرأة يمثل أحد الاقاليم المصرية .وكانت لحتحور مكانه خاصة فى عهده تشبه منزلة " باسته " فى عهد أبيه ، فوصفته بعض أختامه بأنه حبيبها ، وظهرت بعض تماثيلها معه تحيط خصره بذراعيها وتلمس ذراعه بكفها ، وبلغ الفنانون فى نحتها جميعها مبلغاً طيباً من دقة النحت ودقة التعبير وسلامة التنفيذ .

نهاية عهد منكاورع 

-       بدأت فى آواخر سنوات حكمه فترة جديدة فى تاريخ اسرته ، إختلفت إمكانيتها واحجام عمائرها ، وعلاقة حكامها بمحكوميها عن الفترة التى سبقتها التى انتهت بحكم " خفرع " وامتدت عدة سنوات فى بداية حكم " منكاورع "حيث يقال أنه فى ناهية حكمه عرف " منكاورع " الصعاب المالية ، وفرغت خزانته ، فقد أقام الكثير من الأعياد ، وكان يتمتع بالنهار والليل دون انقطاع ، وعاش ابنه فى تلك الصعاب المالية ، وترك فى النصوص المصرية ذكرى طيبة كرجل متسامح .